الأحد، 9 مارس 2008

رواد صناعة السيارات

الإقدام والذكاء والمثابرة والعمل الدءوب من أسباب النجاح التي جعلت من أناس عاديين أناس مشهورون ومؤثرون في الحياة ، فالمثابرة لتحقيق الطموح والهدف لا يأتي عن طريق الصدفة بل يأتي نتيجة للكفاح الطويل ولابد من كثير من التضحيات من أجل الوصول للهدف وها نحن نقدم لك نماذج من بعض الشخصيات التى اثرت فى تاريخ صناعة السيارات.

هنري فورد الأمريكي:
* يعتبر هنري فورد الأمريكي أحد المثابرين الذين حققوا طموحاتهم عبر تاريخ من الكفاح في مجال تصميم وتصنيع السيارات مما جعله من أشهر مصنعي القرن العشرين وذاع صيته ليملأ الأفاق بإعتباره أول من أطلق الشرارة الأولى لإنتاج سيارات ذات تكنولوجيا لم يتصورها عقل بشري .هذا المشوار الذي بدأه هنري لم يكن سهلاً بل واجهته صعوبات كثيرة ومني بخسائر كبيرة.واستطاع تكوين شركة للمحركات سبقها الدخول في عدة مشروعات لم تكلل بالنجاح إلا أنه كان لها الأثر في تكوين تلك الشركة وهذه الاخفاقات جعلته يترك هذا المضمار مؤقتا والانتقال إلى سباق السيارات .
هذا وقد صمم عدة سيارات كانت أولها عام 1896 بسرعة 20 ميلا /ساعة وهذه السيارة مازالت موجودة في متحف بمنطقة ديترويت بأمريكا الشمالية . وفي عام 1901 أتم هنري تصميم وتصنيع سيارته الجديدة التي كانت مخصصة للسباقات والتي استخدمت محركا يولد قوة 20 حصان فازت بسباق 16 كيلومتر بسرعة بلغ متوسطها 70 كيلومتر /ساعة كان يقودها بنفسه مما أتاح له فرصة الشهرة وتحقيق شعبية كبيرة وقد كان أحد المليونيرات مساعداً له يدعي باري اول فيلد بالإضافة لما لقيه من مساعدة أسرته مما جعله يتفرغ للتصميم في مجال السيارات لهذا فقد صمم الكثير من السيارات وتنقل بين كثير من دول العالم للإعلان والدعاية لمنتجاته الأمر الذي جعله يستحق هذه الشهرة،كما قام بتأسيس فريق مع توم كوبر فصمما سيارتين عملاقتين ووقع الاختيار علي بارني اولدفيلد ليصبح سائقاً لهما علي الرغم من أن تلك السيارتين لم تكونا بالمستوي المطلوب إلا أن بارني فاز بإحدى السباقات لمسافة 8 كيلومترات في 5 دقائق و28 ثانية.وبعدها أصبح هنري فورد مشهوراً جداً وفي وضع يسمح له بتكوين شركة تحقق أهدافه وطموحاته . فقد قام في عام 1903 بتأسيس شركة فورد للمحركات هدفها إنتاج السيارات للجمهور وقد تم تصنيع أول سيارة A مود يل 1903 من النوع الخفيف وتبلغ قوتها 8 أحصنة وسرعتها القصوى 38 كيلومتر/ساعة وقد حققت أر باحاً للشركة بلغت وقتها 36957 دولار خلال الثلاثة أشهر ونصف الأولى من عام 1903 .نتيجة لإنتاج شركة فورد مود يل T التي تم إنتاجها في أكتوبر 1908 والتي حققت نجاحاً كبيراً مما حدي بالشركة اتخاذ سياسة التوسع في عام 1914.وهذه الشهرة التي اكتسبها فورد ما زالت قائمة حتى الآن وتعاقب في إنتاج السيارات من الشركة أبناؤه وأحفاده واستمرت الشركة إلى يومنا هذا وهي تعتبر من اكبر الشركات في صناعة السيارات في العالم .

كولن شابمان:
* برز اسم كولن شابمان كأحد رواد صناعة السيارات في العالم وله من الصفات المميزة التي أوصلته إلى وضع اسمه كصانع وسائق ورجل أعمال ناجح ومميز .كان هذا الفتى الذي ولد في ريسموند بالولايات المتحدة عام 1928م مولعاًً بقيادة الدراجات النارية التي تخلى عن قيادتها بعد نصيحة والديه بتركها والاتجاه إلى عالم السيارات وقد اهدياه سيارة موريس لتكون بديلاً للدراجة النارية . ومن ثم درس الميكانيكا ببريطانيا وبعد الحرب العالمية الثانية كون مع صديق له شركة لبيع السيارات المستعملة والتي ادخل عليها تعديل السيارات وأول سيارة تم تعديلها سماها لوتس على اسم زهرة اللوتس ومن ثم كانت الانطلاقة حيث أنتج بتجربة أخرى سيارة MK2 ثم كون شركة اللوتس الهندسية وفي عام 1954 دخل سباقات السيارات بسيارة MK8 وفي عام 1958 دخل سباق في موناكو بسيارة سميت TYPE16 وقد عرف النجاح الحقيقي بفضل سيارته المسماة لوتس 18 التي صنعت في عام 1960م حيث فازت في نفس العام بالمركز الثاني وقد ضم إليه السائق البارع جيم كلارك الذي شارك بسيارة لوتس 25 ، وفاز هذا السائق عام 1963 بلقبين لقب السائقين ولقب الصانعين ، وفي هذه السنة خرجت إلى الأسواق سيارة إنتاج واسع وهي لوتس ايلان Elan التي عرفت نجاحاً تجارياً ممتازاً ، وقد جهزت هذه السيارة بمحرك من 4 اسطوانات و 16 صماما ، وكان يولد 195 حصانا . ولم تعرف السيارة التي بعدها نفس النجاح حيث أطلقت الايت عام 1974م ، وقد تكون ابرايت الانجح من بين سيارات شابمان . عام 1968 حيث تم اشتراك سيارة في سباقات الفورمولا 1 التي جهزت بمحرك V8 سعة 3 ليترات من صنع فورد وكورسورث ، وكانت قوتها تزيد على 410 أحصنة ، وقد تميزت هذه السيارة في العديد من السباقات بفضل سائقها غراهام هيل .وكانت فلسفة شابمان كانت تتلخص دائماً في العمل والمثابرة ولم تكن له أية إمكانيات مادية لصناعة سيارة أو المشاركة في إحدى السباقات ، ولكن إرادته الفذة وقدرته على الإقناع جعلتا الممولين يغامرون معه في كل مرة حتى صنع اسماً لا معاً في عالم صناعة السيارات ، ويذكر لشابمان انه كان دائماً يعتقد أن السيارة الرياضية لابد أن تكون خفيفة الوزن والى اليوم مازال هذا المنطق سائداً في عالم السيارات الرياضية.


ساكاشي تيودا :
* في عام 1867 ولد السيد Sakichi Toyoda ليكون مبدعاً خلاقاً و واحداً من أهم رموز النجاح في اليابان على مر العصور، و يبدو أن ساكاشي الطفل قد أحس بذلك و بدأ يتفاعل مع هواجسه القوية بكل عزمٍ و إصرارٍ حتى بلغ أشده و من العمر مقتبله و عقد النية على ابتكار آلةٍ جديدةٍ يحتاج إليها سكان اليابان و العالم أجمع و لا يمكن الاستغناء عنها، و لعله أصاب حينما نظر فوجد الملابس تكسو أجساد من حوله، و من هنا كانت الانطلاقة. أمضى ساكاشي الشاب سنين طوالٍ يملأه شعورٌ إيجابيٌ بأنه لابد و أن ينجح و أن الاستمرار في *التجربة و الخطأ* هو الطريق إلى النجاح، و بالفعل نجح في ابتكار آلةٍ للنسيج و هو قد بلغ من العمر الثلاثتين (أي في عام 1897).. و ظلت قصص الفشل و النجاح الدؤوب ترافقه حتى أسس في عام 1918 شركة Toyota للغزل و النسيج (أطلق عليها Toyota بدلاً من اسم عائلته Toyoda لتسهيل النطق. و في 1929 نجح ساكاشي ذي الستين عاماً في عقد أهم صفقات حياته، إذ باع حق ابتكار آلته الأتوماتيكية للنسيج لشركة إنجليزية مقابل 100.000 مائة ألف جنيه إسترليني ليكون هذا المبلغ هو الدفعة الأساسية و الانطلاقة الحقيقية لشركة تويوتا للسيارات التي أسسها بعد أربعة أعوامٍ من هذا التاريخ بمساعدة ابنه Kiichiro Toyoda (ولد في 1894 و توفي في 1952) الذي كان قد ذهب إلى الولايات المتحدة في العشرينيات ليرى التجربة الأمريكية في صناعة السيارات بنفسه، و أعجب الابن بفكرة فورد في الإنتاج (سير الإنتاج، وتخصص كل عامل في جزئيةٍ واحدةٍ فقط) و عاد أدراجه إلى موطنه و حاول أن ينقل التجربة لبلاده، لكنه لم يكن نقلاً أعمى كما يفعل الكثيرون، و لكنه نقل الواعي المدرك الذي استطاع تطويع التقنيات الحديثة لتتلاءم مع الاحتياجات المحلية مع الإصرار على مبادئه التي لا زالت شركة تويوتا العالمية تحافظ عليها حتى الآن.. و في عام 1933 تأسس بالفعل قسم السيارات في المصنع التابع للأب ساكاشي تويودا، و لم يستغرق الأمر عاماً حتى نجح الابن كيشيرو في تصنيع أول محركٍ سياراتٍ من صنع يده و أطلق عليه A ليكون نواة سياراته التي توالى إنتاج النسخ التجريبية منها في عامي 1935 و 1936 و كان أهمها الطراز المعروف باسم AA، و في أغسطس من عام 1937 تم تأسيس شركة تويوتا العالمية (TMC: Toyota Motor Company) و ظلت تزدهر حتى أسست أول مصنعٍ خارج اليابان لها، و كان في تايوان عام 1949 . ولا نريد أن نغفل في نهاية هذه السطور ذكر أن تويوتا استطاعت بكل فخر أن تحصد المركز الثاني بين صناع السيارات في العالم متغلبةً بذلك على فورد برغم أنها تمتلك العديد من الماركات و الشركات (جاجوار، مازدا، لاندروفر، أستون مارتن، فولفو) التي اشترتها خلال السنوات الأخيرة لتحافظ على مكانتها المفقودة و لتوضيح حجم تويوتا حالياً، تويوتا تنتج سنوياً ما يزيد عن عُشر إنتاج العالم بمراحل، فإنما يعني ذلك أن لها ثقلاً مدوياً في عالم صناعة السيارات، بل إنها بمصانعها المنتشرة في أرجاء المعمورة (59 مصنعاً في 28 دولة) أضحت تؤثر في هذه الصناعة بقوةٍ لا يحلم بها الآخرون. منقووول

0 التعليقات: