الجمعة، 7 مارس 2008

بورش تؤسس إمبراطورية السيارات بأوروبا

تشهد أوروبا بداية مشروع طموح يرمي إلى تأسيس إمبراطورية للسيارات قيمتها 150 بليون يورو. إذ أعلنت شركة "بورش" الألمانية، مؤخراً، استعدادها لرفع حصة أسهمها في شركة "فولكسفاغن" التي تسعى بدورها إلى تأسيس قواعد متينة لبناء عملاقة أوروبية في قطاع العربات الثقيلة. في هذا الصدد، أعطى مجلس المراقبة في شركة "بورش"، التي تتخذ من مدينة "شتوتغارت" مقراً رئيسياً لأعمالها، الضوء الأخضر لزيادة حصة أسهم "بورش" في شركة "فولكسفاغن" من 31 إلى أكثر من 50 في المئة. ويكمن هدف "بورش" في تكوين شراكة في قطاع السيارات، هي الأقوى والأكثر إبداعاً في العالم. إن مبادرة "بورش"، الموجودة منذ شهور عدة في محور المضاربات في الأسواق المالية، تبرز على السطح بعد أن حاولت "بورش"، في العام الماضي، الهيمنة على "فولكسفاغن" عن طريق عرض شراء كانت قيمته متدنية جداً. وتمكنت "بورش" من استقطاب عدد محدود من المستثمرين إلى مشروع الهيمنة بالكامل على "فولكسفاغن". هنا، يعطي القانون الألماني أقصى حدود الحريات في مناورات الشراء بدون القيام بعرض جديد لشراء الشركة المستهدفة. في الوقت الحاضر، لا تخطط "بورش" إلى المراهنة على أي مناورة لدمج نشاطات "فولكسفاغن" بنشاطاتها الإنتاجية الخاصة. من جانب آخر، تريد "بورش" إنقاذ اتفاقيات الشراكة الصناعية مع "فولكسفاغن" بعد أن طلبت محكمة الاتحاد الأوروبي من ألمانيا مراجعة قانون يعود إلى ستينات القرن الماضي. للآن، يحد القانون الألماني إلى 20 في المئة حقوق التصويت في رأسمال "فولكسفاغن". وتتمحور العقدة الألمانية حول إعطاء القطاع العام الألماني ثقلاً أم لا في تقرير مستقبل "فولكسفاغن". في تلك الأثناء، سجلت "فولكسفاغن" تحركاً في قطاع الكاميونات. إذ قامت بشراء معظم أسهم شركة "سكانيا" (Scania) السويدية. هكذا، قفزت حصة حقوق التصويت في هذه الأخيرة من 38 الى 69 في المئة. كما يسجل الخبراء الأوروبيين خطط تعاون جديدة وطموحة وقريبة، بين "بورش" و"فولكسفاغن"، لإنتاج العربات الثقيلة. تسيطر "فولكسفاغن" على 30 في المئة من أسهم شركة "مان" (Man). في نهاية العام 2006، حاولت هذه الأخيرة الهيمنة تدريجياً على شركة "سكانيا" السويدية من دون جدوى بسبب معارضة بعض المستثمرين الثقيلي المعيار في شركة "سكانيا". لذلك، تغازل "فولكسفاغن" الشركتين كونها تمتلك حصة أسهم في كليهما. ويشير المحللون في شركة الاستثمارات الفرنسية "شيفرو" (Cheuvreux) إلى اتفاقية ثلاثية بين "سكانيا" و"مان" وقطاع إنتاج الكاميونات في شركة "فولكسفاغن". في المقام الأول، سيولٌد أي اندماج محتمل بين "سكانيا" و"مان" حركة أعمال تقدر قيمتها الإجمالية ب8.4 بليون يورو من دون احتساب تكاليف الاندماج. في أي حال، بدأت ألمانيا وضع يدها على قطاع السيارات الأوروبي. ويعتقد العديد من المراقبين أن هناك العديد من الشركات في هذه السوق. لا شك في أن الألمان أدركوا هذا الأمر. في موازاة رسم خريطة الشراكة بين بورش، و"فولكسفاغن" و"سكانيا"، و"مان"، التي تقدر قوتها المالية ب150 بليون يورو، انخرطت شركتا "دايملير" و"بي ام دبليو" في سلسلة من المفاوضات لدراسة اتفاقية تعاون بينهما. على المدى الطويل، يتوقع الخبراء في مصرف (DZ Bank) أن تسيطر شركة "بورش" القابضة على ثلاثة أركان أوروبية، هي السيارات(فولكسفاغن) والسيارات الرياضية(بورش) والكاميونات(فولكسفاغن ومان وسكانيا). مع ذلك، ينبغي تعريف العلاقات المستقبلية بين "فولكسفاغن" و"بورش". فنقابة العمال في شركة "فولكسفاغن" قلقة بشأن الوقوع في عرين شركة "بورش" التي تركز إدارتها على إنتاجية العمال ولا شيء آخر.
منقول عن جريدة ايلاف (طلال سلامة)

0 التعليقات: